بقلم مارينا عدلي بشاي*
في البداية أودُّ أن أشكرَ كلَّ مَن يسعى لدمج الشباب وتصدرهم المشهد؛ إيمانًا منهم بدورهم الحيوي الفعال في طرح رؤى جديدة لحلِّ مشكلات العصر بكل جدية، وفي إطار خارج الصندوق التقليدي المعتاد.
لطالما وجدتُ نفسي أرغب بالمشاركة في كثير من الفاعليات التي شعرت بالدعوة إليها بالصدق والرغبة الحقيقية في الاندماج، ولقد كان ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب واحدًا من إحدى هذه الفاعليات التي أسرعتُ للتقدم بطلب المشاركة فيه.
لم يتردَّد مجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف في إبلاغي قبول طلبي باعتباري إحدى أعضاء منتدى شباب صنَّاع السلام، وسرعان ما بدأنا العملَ الجماعيَّ مع الشباب الممثل من عدة دول عربية، بالتحضيراتِ والبحث والجهد، حتى تكون مشاركتنا هذه المرة ناجحة ومؤثرة كما هو الأمر في كل مرة نشارك في أحداث عالمية ومهمة مثل هذا الحدث.
كان الحماس يقودني أيضًا حيث السفر للمرة الأولى لدولة عربية، ولرؤية البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية للمرة الثانية بعد أنِ التقيتُه في حفل استقبالٍ وعشاء مع سياده الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في مركز المنارة مايو 2017، وهو شخصية إنسانية في المقام الأول، وفريدة من نوعها، طالما أحببت خطاباته وصدق أفعاله الخيرة، وحتى دخوله لإلقاء خطابه بالقصر الملكي جالسًا بسيارة متواضعة بجانب السائق مع فتح نافذته لتحيَّة العامة .
أيضًا كنت أتطلَّع لرؤية فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والاستماع إلى خبراته الحياتية ورؤيته الدينية الوسطية وطرح العديد من الأسئلة التي تدور بفكر الشباب، فهذا أمر له تأثير كبير عليَّ وعلى أقراني من الشباب، كما أنه ليس بجديد على فضيلته اهتمامه الشديد بمحاورة الشباب في لقاءات مفتوحة والاستماع إلى أفكارهم والإجابة على تساؤلاتهم، وكنت قد شرفت بمقابلة فضيلته في عام 2018 قبل سفرنا إلى منتدى شباب صنَّاع السلام الأول؛ الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن، وجامعه شرشل بمدينة كامبريدج .
البابا فرنسيس والإمام الطيب إلى جانب جلالة الملك، حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، والعديد من القادة والرموز الدينية وكبار المثقفين والإعلاميين ممَّن يمثلون القدوة التي يفتقدها الشباب في السنوات الأخيرة بشدة.
كانت رؤية كل هؤلاء مع ممثلي طوائف المسيحية المختلفة يمثل ارتياحًا في نفسي لا يوصف، إلى جانب الزيارات التي شرُفت بالدعوة إليها على هامش الملتقى، ومنها: كنيسة سيدة شبه الجزيرة العربية الكاثوليكية، والقداس الإلهي برئاسة البابا فرنسيس بالاستاد الوطني بالبحرين، وحضور عشرات الآلاف من المصلين.
من أعماق قلبي أتمنَّى مشاركة ودعوة المزيد من الشباب لمثل هذه الملتقيات والفاعليات إذا كنا نرغب حقًّا في تغيير بعض المفاهيم وتصحيح العديد من الأفكار المغلوطة، واستغلال واستخدام قوه السوشيال ميديا في ذلك إلى جانب خبرات الشباب المشارك في مثل هذه المؤتمرات على مدار الأعوام السابقة، بالدعوة وسرد خبراتهم للجميع.
شكرًا للجهات المنظمة جميعًا، وشباب صنَّاع السلام، وبالتأكيد مجلس حكماء المسلمين.
*عضو منتدى شباب صناع السلام .