خلال أسبوع أمضيته بمملكة البحرين بالفترة الممتدة من تاريخ 31 أكتوبر وحتى السابع من نوفمبر 2022، استمتعتُ جدًّا بحضور “سابع” محطات سلسلة حوار الشرق والغرب، التي احتضنها هذه المرة لؤلؤة الخليج “مملكة البحرين”، تحت الرعاية السامية لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رمزيِ السلام والتعايش فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، إضافة إلى قادة الأديان وممثلي المذاهب المختلفة حول العالم.
اللقاءات كانت فرصةً للمضي قدمًا في استئناف جهود الحوار بين الأديان، وكذلك التعرف على ثقافة الشعب البحريني والتاريخ الإنساني لهذا البلد في تلاقح الحضارات وتلاقي الثقافات المختلفة، إضافةً إلى مقوماته الحالية؛ ليكون نموذجًا رائدًا في التعايش والتسامح بين الأعراق والأديان المختلفة.
الملتقى شَهِدَ في يومه الأول جلسة افتتاحية وجلسات فكرية متميزة بحضور أبرز الفاعلين في قضايا التعايش عبر العالم؛ من قادة وزعماء الأديان ومفكرين ومثقفين وإعلاميين وممثلي مؤسسات دولية ودبلوماسيين وغيرها.
وتمت باليوم الثاني الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠٢٢ فعاليات الجلسة الختامية بالقصر الملكي “الصخير” أُلقيت فيها خطب تاريخية لملك البحرين وفضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان.
إضافةً إلى ما سبق تشرَّفتُ بحضور جلسة حوارية شبابية على هامش الملتقى استمتعت فيها بكلمات وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب عن التحديات التي تفرضها اللحظة التاريخية التي نعيش فيها علينا نحن الشباب والأدوار المنوطة بنا في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من تحديات، وأيضًا حديث صاحب السمو الملكي الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، عن الأمل والتفاؤل.
الملتقى كان فرصة بالنسبة لي للتعرف لأول مرة على مذاهب وأديان أخرى مختلفة، وأن أحظى في نفس الإطار بنقاشات مباشرة مع ممثلي هذه الأديان، للتعرف عن قرب على ثقافاتهم وحضاراتهم، وأيضًا البحث عن المشترك الإنساني داخل بين المكونات الحضارية الموجودة على كوكب الأرض والممثلة بالملتقى الحواري الذي احتضنته المنامة.
حضور الأكاديميين والباحثين في مجالات التعايش والسلام كان فرصة ذهبية أيضًا للاستلهام ومطارحة الآراء في المواضيع المختلفة، وعرض المستجدات في أبحاث ودراسات السلام حول العالم.
ممتن جدًّا لثقة مجلس حكماء المسلمين، ولجهود معالي الأمين العام للمجلس، المستشار محمد عبد السلام، على جهودهم في دعم شباب صناع السلام، وأيضًا لمملكة البحرين على التنظيم الرائع، وعلى كل اللحظات الماتعة التي قضيناها على أرضها المباركة.